تزخر البلدة القديمة في القدس، رغم صغر مساحتها، بالعديد من المواقع الهامة، ذات الأبعاد الدينية، والثقافية والمعمارية، وذلك فيما يخص تراث الديانات السماوية الثلاثة. ونظرا لان الإسلام والحضارة العربية هي التي سادت خلال القرون الأربعة عشر الماضية، فان مظاهر هذا التراث الثقافي تشاهد في اغلب جنبات البلدة القديمة، وحولها، مما يشكل ندرة قل ما نجدها في مدينة أخرى، فتراث المدينة يتميز بأصالة وتنوع كبير. لكن يشهد هذا التراث هجمة إسرائيلية منهجية شرسة لتهميشه وطمسه وخلق وجه ومشهد جديد مغاير وذلك باعتماد الأساليب المشوقة والركون الى القوة بمظاهرها المختلفة سواء كانت عسكرية ام سياسة ام اقتصادية او ثقافية. ورغم هذه الهجمة ما زالت قدسنا تحافط على تراثها العربي والاسلامي
مما يؤسف له ان رغم غنى تراث البلدة القديمة للقدس فان المواطن المحلي، والزائر الضيف، بل المرشد السياحي، والمشاهد العربي وفي العالم قد يظن ان ما يستحق الزيارة في البلدة القديمة هو الحرم الشريف وكنيسة القيامة، وحائط البراق، وإذا كان مثقفا فانه قد يضيف سور القدس وبضعة أماكن دينية أخرى. إلا أن واقع الحال يثبت ان هناك مجالات واسعة للاختيار، مع ضمان التنوع والفائدة والمتعة، فهناك عدة أماكن يمكن زيارتها وريادتها وتوثيقها وتقديمها لجمهور المهتمين والمثقفين في جنبات البلدة القديمة، خاصة إذا ما توفر الطاقم العلمي المختص الذي يعنى بهذه الجوانب غير المعروفة لمعظم المهتمين.